أحداث ما قبل الإسراء والمعراج

اشتدّ أذى قريش على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وصحبه رضوان الله عليهم، ومارس مشركوها عليهم صنوفاً كثيرة من العذاب والاضطهاد، فضلاً عن الصدّ والمنع في وجه رسالة الإسلام النّاشئة، وبلغ الأذى مبْلَغَه عندما قرّرت قريش مقاطعة ومحاصرة المسلمين في شعب أبي طالب ومعهم أقارب النبيّ -عليه الصّلاة والسلام- من بني هاشم وعبد المطلب، حيث استمرّ هذا الحصار ثلاث سنوات عجاف، اضطر المسلمون خلالها لأكل أوراق الشجر، ثمّ شاء الله -عزّ وجلّ- أنْ ينفضّ هذا الحصار الجائر، وزاد الابتلاء على رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- بعد ذلك بموت عمّه أبي طالب وزوجه خديجة -رضي الله عنها- اللذان كانا يُشكّلان سنداً قوياً للنبيّ الكريم، ورأى النبيّ الكريم أنْ يبحث عن فضاءات أخرى لتبليغ رسالة الإسلام بعد تعنّت قريش وصدّها عن ذكر الله عزّ وجلّ؛ فاختار قبيلة ثقيف التي تسكنُ الطائف وجهةً له، لكنّه ما وجد فيها ناصراً ولا مُعيناً، بل أغروا به سفهاءهم وصبيانهم، عندها ضاقت الأرض بما رحُبتْ واتّسعتْ في وجه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأخذ يدعو الله -عزّ وجلّ- ويشكو إليه ضعف قوته، وقلّه حيلته؛ ففتح الله -تعالى- له أبواب السّماء بعد أنْ ضاقت بأهل الأرض دعوتَه المباركة، وكان ذلك بعد مرور اثني عشر سنة من عمر الدّعوة الإسلاميّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق