أحداث معركة مؤتة

اجتمع المسلمين واصطفوا في مؤتة، وبدء عددٌ كبيرٌ من الرومان ونصارى العرب بالدخول إلى أرض مؤتة، وبدأ المسلمين بالتكبير، وكان زيد بن حارثة يحمل الراية، وأمر أصحابه ببدء القتال، فارتفع الغبار في أرض المعركة ولم يُسمع شيءٌ سوى صوت التكبير وأصوات السيوف، فكانت ملحمةً بكلّ المقاييس، واستشهد حِبّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- زيد بن حارثة رضي الله عنه، وبعد استشهاده حمل الراية الصحابي جعفر بن أبي طالب، وقاتل قتالاً كبيراً، وطعن العديد من الرومان، فقطعوا يده اليمنى التي حمل فيها الراية، فحملها بشماله فقطعوها، ثمّ حملها بعضضيه قبل أن يستشهد، فجاء عبد الله بن رواحة لحمل الراية، فقاتل قتالاً عظيماً حتى قُتل في صدره، وبعد استشهاد القادة الثلاث حمل ثابت بن أقرم الراية، فاستشار الناس في وضع قائدٍ لهم، فاجتمعوا المسلمين على خالد بن الوليد الذي استمر بالقتال، وقتل العديد من الرومان، ووضع خطةً عبقريّةً ليُشعر الرومان بأنّ المسلمين قد جاءوا بإمداداتٍ كبيرةٍ؛ ليُلقي في قلوبهم الخوف والإحباط، فجعل الخيل تثير الغبار طوال الليل، فظنّ الرومان أنّ هناك إمدادٌ قادمٌ للمسلمين، وجعل المقدمة مؤخّرةً، والمؤخرة مقدمةً، والميمنة ميسرةً، والميسرة ميمنةً، وبدأ بالتراجع تدريجياً حتى ظنّوا أنّ هناك كمينٌ، فلم يلحقوا بهم، واستطاع بذلك أن ينسحب بالجيش دون أن يتابعه أو يهاجمه أحدٌ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق